كمية
نعم، سيهدم ولكن لن تهدم صورته في أعماقنا. بعدها، أمسكت بخشبة كانت مرمية على الأرض، وأخذت ألتف حول كومة الركام التي احتلت وسط الساحة ومكان لعبنا، رأتني أمي ثم سألتني:
“شنو تسوين يا بنتي؟”
أنا: خليني يمه ألعبها للمرة الأخيرة.
كنْت أعيد تمثيل لعبتي المفضلة في مخيلتي كما نلعبها كل ليلة خميس. لعبة طاق طاق طاقية، فالخشبة التي أمسكها بيدي هي قحفية أخي، وبدل قطع الجدران المهدمة، يجلسون ”عزوز” و“نصور” و“أمون” وأختي، وهم يرددون بعدي ”رن رن يا جرس”.
كانت أصواتهم صاخبة، ولكن اعتقد بأن أمي لم تسمع هذه الأصوات معي، بل ومتأكدة من ذلك. ولربما كان المنزل يصخب بأصوات مختلفة في أذنيها ممزوجة بأنينها، فهي لم تسمع أنيني أيضًا.